اسطورة فى قصة الشهيد مارجرجس الرومانى بين الخيال والحقيقة
رأينا فى قصة الشهيد مارجرجس قصة ما بين الاسطورة فى الخيال اوالحقيقة وهى اننا نرى القديس العظيم مارجرجس يلبس ملابس الجندية وهو مرتدى القناع والخوذة وحيث فى يده حربة طويلة يطعن بها التنين العظيم وتوجد وراءه فتاة جميلة تنظر الى ما يحدث بين القديس وبين التنين وترى ماذا سيفعل القديس فى ذلك الوقت .
ونرى ان بعض الاراء اختلفت فى شرح هذه الصورة وايضا اختلف الكثير من المؤرخين حول زمن هذه الصورة اى متى يكون الوقت الذى ظهر فيها القديس بهذه الطريقة وفى اى عصر حدثت هذه فاختلف الكثير فى تحديد الزمن .
ونرى هنا بعض الاراء حول خلفية هذه الصورة .
الرأى الأول :- يقول ان هذه الصورة قد استوحت من اسطورة فرعونية قديمة من الاف السنين وهى اسطورة ايزيس واوزوريس وابنها حورس . ومن ثم حيث يظهر فى هذه الصورة شكل صقر يركب الحصان ويطعن اله الشر فى هذا الوقت بالحربة وموجود بعض منها فى احدى المتاحف فى مصر .
وهنا نرى ان هذه الرموز التى ادخلها المصريين فى الفنون المسيحية كانت قديما ايام الفراعنة وبعد ذلك اخذها العالم كله عن مصر فطبعا يرى فى الصورة ان حورس يركب الحصان ومن ثم يطعن الوحش كان بالنسبة للمصريين فى القديم ان يرمز للخير حيث ان الخير ينتصر فى النهاية على الشر وفى قصة القديس مارجرجس نجد ان التنين يرمز للشيطان الشر وهو يحرك العالم كله ضد اولاد الله وهزيمة هذا التنين ترمز لهزيمة الشر وهو الشيطان والحربة التى بيد القديس ترمز للصليب الذى يعطى الغلبة والنصرة .
الرأى الثانى : - وهو حيث انه فى بعض سوريا اسطورة شعبية جاءت فى القرن السادس الميلادى وجاء فى الاسطورة ان القديس قتل التنين فى شمال بيروت .
وهذه الاسطورة تتحدث عن مدينة اللد فى فلسطين ان كان هناك تنين عظيم وكان قد بنى عشه عند مدخل النهر وكان سكان هذه البلدة الوثنيين يعبدونه كأله وكانوا يحاولون ان اخراج التنين من مكان لكى يشربوا الماء من النهر الذى كان هناك لانه كان المصدر الاساسى للبلدة فى ذلك الوقت هو النهر ولكى يخرجوا التنين كانوا كل يوم يجهزون له طعام خروف ثمين يوميا كل يوم يفعلون ذلك وعندما نفذت وانتهت الخرفان كانوا يعملون قرعة ليضحوا بأحد البشر منهم ويختارونه بالقرعة وحدث فى يوم من الايام ان الضحية فى ذلك اليوم كانت الاميرة فى البلدة وكانوا يجهزونها طعام للتنين .
وفى ذلك الوقت جاء القديس مارجرجس وطعن التنين بالحربة وانقذ الاميرة من التنين العظيم ومن اجل ذلك اعتنق السكان فى البلد المسيحية .
وفى نهاية هذا القصة نستنتج ما يلى : -
ان بعض الدارسين استنتجوا من هذا القصة انها رمزية فى المقام الاول حيث معظم صور القديس مارجرجس يظهر فيها نفس الملابس وان هذا التنين ما هو الا رمز للوثنية والشيطان الذى يسحقه القديس والتنين ايضا يرمز للملك دادينوس الذى عذب القديس مارجرجس وليس كما يعتقد البعض الملك دقلديانوس وهو يرمز للشيطان وقد تغلب عليه القديس مارجرجس بقوة الصليب وايضا نرى ان الاميرة ترمز الى زوجة الامبراطور التى اعتنقدت المسيحية والتى استشهدت ايضا وقطعت رأسها .
سؤال مهم متى استشهد القديس مارجرجس وعلى يد من ؟
يرى البعض انه استشهد على يد الملك دقلديانوس والبعض الاخر على يد الملك داديانوس الفارسى ومن خلال الدرسات نجد ان القديس مارجرجس استشهد على يد الملك الوثنى داديانوس الفارسى وهو ملك غير شرعى وكان له حكم وسلطان على الكبادوك وان الذى استشهد على يد الملك دقلديانوس هو الشهيد مارجرجس السكندرى وليس مارجرجس الكبادوكى فلا نخلط بينهم .
واستشهد القديس مارجرجس فى يوم ثلاثة وعشرون من شهر برمودة اول مايو عام 263 ميلادية اما القديس مارجرجس السكندرى استشهد عام 303 ميلادية وهو عام حكم الملك دقلديانوس الوثنى فمدة عذاب القديس ليس فى حكم الملك دقلديانوس حيث ان حكمه كان عام 284 ميلادية حتى 303 ميلادية .
وايضا الملكة اسكندرة هى زوجة الملك داديانوس وليس الامبراطور دقلديانوس حيث انها امنت بالمسيحية وقطعت رأسها .
وتوجد مخطوطات فى ديرالبراموس وايضا مخطوطات قبطية توضح هذه الاشياء بركة الشهيد العظيم مارجرجس تكون معنا امين .